الجمعة، 17 نوفمبر 2023 - 10:09 ص

 قصص بني إسرائيل ومعاناةُ أنبيائهم معهم تعتبر من أكثر القصص ورودًا في القرآن الكريم ولعل ابرزها قصة أصحاب السبت.. حكايتهم تبدأ عندما بعث الله تعالى إليهم موسى عليه السلام نبيًا وكان من شريعته التي جاء بها إليهم أن فرض الله عليهم يومًا يجتمعون فيه ويقيمون فيه شعائرهم، ويتخذونه عيدًا يذكرون الله تعالى فيه ، فأوحى إليه الله عز وجل أن دعهم وما يختارون لأنفسهم هذا اليوم، اتفق اليهود بأن يكون السبت هو يوم عيدهم لا يصيدوا فيه سمكًا ولا غيره، ولا يعملون فيه شيئًا سوى العبادة.. ومات موسى عليه السلام، ودارت الأيام والسنوات إلى أن بعث الله داوود عليه السلام نبيًا - ولأن  اليهود من جملة البشر الذين لا بد لهم من الابتلاء حتى يعلم الله صدق امتثالهم للأمر والنهي.. كان ابتلاؤهم بيوم السبت بأن حرم  عليهم فيه صيد الحيتان- السمك- وأكلها، فكانوا إذا جاء يوم السبت أقبلت الحيتان ظاهرة أمام أعينهم، وفي متناول أيديهم - ولكن يحرم عليهم صيدها -  فإذا غربت شمس السبت ذهبت الحيتان صغيرها وكبيرها فلم يجدوا منها شيئاً في الستة أيام المقبلة، استمر الحال كذلك حتى طال عليهم الأمد ! وكان الاختبار والابتلاء من الله الذي سقطوا فيه واحتالوا علي الله بالخبث والمكر- حيث عمد أحدهم في يوم السبت إلى صيد سمكة استحسنها ، وتبعه قومه فكانوا يحفرون الحفر على شاطئ البحر، قبل مجيء السبت، فإذا كان يوم السبت أقبلت الحيتان تدفعها الأمواج إلى تلك الحفائر، ثم ينحسر الموج عنها، فتبقى فيها و في اليوم التالي يأخذونها ومكثوا على فعلتهم هذه مدة طويلة سرًا، ثم بدؤوا بعد ذلك في صيدها علانية وبيعها في الأسواق، فانتهكوا بذلك حرمة يوم السبت وخالفوا أمر الله ، ولعنهم نبيهم داود -عليه السلام- من بعد موسي لمخالفتهم أمرالله وكان العقاب مسخهم الي قردة وخنازير، وفي ذلك قال تعالى: (فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ)، وقال تعالي : (  قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ) - وكما جاء في الأثر- مكث هؤلاء الممسوخون ثلاثة أيام ثم هلكوا بعدها، فلم يكن لهم عقب ولا نسل، وهذا ما أكده قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لم يجعل لمسخ نسلًا ولا عقبًا ".. وللحق فإن أي عاقل لا يملك إلا أن يقول إدراكا وحقا أنه حتي القردة والخنازير بكل ما فيهم من سوء وفظاظة تتبرآن من أفعال القتلة أوما يدعون أنفسهم ببنوا اسرائيل اللهم لا تجعل لهم نسلا ولا عقبا كما فعلت بأهل السبت !